الاثنين، يناير 12، 2009

غزة تحت النار الى اى متى




يوم من أيام الشتاء وعقارب الساعة تشير للسادسة من مساء يوم الاثنين في وقت قد بدأ الليل بإسدال عتمته على قطاع غزة ,كنت وقتها في ركن من أركان البيت أنتظر على عجالة أن يقوم علاء حارس البرج السكني الذي أسكن فيه أن يضيء المولد الكهربائي بضع ساعات كي أرسل للجزيرة توك تقريرا جديدا حول ما يحدث في غزة من انتهاكات دموية من قبل المحتل من بعد حرب الموت التي بدأها مؤخرا, في هذا الوقت كنت أحيل نظري للساعة قليلا ثم أغير وجهتها الى النافذة كي أترصد نتائج مدفعيات المحتل الذي يشهر ألسنة نيرانه في كل مكان, وهنا برقت الكهرباء في البيت, وذهبت مسرعة إلى غرفتي وبدأت أناملي بالطباعة على لوحة المفاتيح ما كنت قد خططت أن أرسله من تقرير, لم يستغرق مني الأمر سوى بضع دقائق..
وفجأة تغير كل شيء وكأن عقارب الساعة توقفت لتستبدل بزلزال هز بيتنا وعتمة انتشرت في المكان وصوت زجاج صم الآذان, فتعيد صرخات أختي نور سمعي من جديد لأهرع إليها وقدماي لا تستطيعان حملي من خوفي عليها, فأصل إليها لأجد دخاناً يغطي المكان ورائحة نار بدأت تشتعل ,وأجدها تصرخ لكنها بخير, لنذهب أنا وأمي وأختي خارج البيت ونستنجد بجيراننا فيطفؤوا الحريق ونكتشف بالنهاية أن ما حدث عبارة عن صاروخ قد أطلق من طائرات المحتل على غرفة أمي لكن بحمد الله لم يصب أي منا بضرر وقمنا على عجالة بتجميع أمتعتنا ومغادرة البيت فيقود متوجين إلى بيت جدتي وهنا بدأنا بمواجهة موت آخر بشارع مظلم لا نرى منه شيئا وتحت صوت المدفعية التي تواصل نفث سمها في كل مكان,
رغم أن بيت جدتي قريب إلا أنها صورت لدينا أن هذا الشارع القصير كأنه سرداب طويل لا نهاية له وكأن السيارة داخل دفتين من أحضان الموت ,وخلال تلك الدقائق العصيبة التي مرت علينا لم يغادر ذكر الله لساننا وشفاهنا أبدا, وفي النهاية وصلنا إلى بيت جدتي وقد أيقنت ان التاريخ سيكون مزورا أن لم يذكر أن فلسطين قد خطت بدماء أهلها وما يفعله المحتل هو إبادة جماعية لشعب أبى غير الحرية و الصمود سبيلا لاستعادة وطنه.

ليست هناك تعليقات: