الأحد، يونيو 15، 2008

انقذو مركز كلى المنصورة


كتبت لى على الفيس بوك
الاستاذة.... مديحة عمارة
مكانان ينتميان لمجال واحد.. كل منهما يحتاج للإنقاذ..أولهما يعد نموذجا للفخر والإشادة.. أولهما فخر لكل مصري وكل عربي.. أولهما هو..** مركز كلى المنصورة..كنت قد سمعت كثيرا عن مركز الكلى في المنصورة، هذا المركز الذي قام بتأسيسه العالم المصري الدكتور محمد غنيم.. سمعت عن حالة الانضباط والدقة والجدية التي تسود المركز، بالإضافة إلى التقدم الطبي سواء على صعيد الأجهزة والمعدات الطبية وانضباط وتفوق الأطباء العاملين بالمركز والتمريض.. كل ذلك كان مجرد معلومات عرفتها عن طريق السمع أو القراءة دون رؤيتي للمركز رؤي العين.. حتى شاءت الظروف أن أعيش تجربة شخصية جعلتني أزور المركز وأدخله وأتأمل ما يحدث داخله لعدة أيام.. وما شاهدته ورأيته كان يفوق ما سمعته وقرأته مئات المرات، وكتبت عن ذلك في هذا المكان مقالة بعنوان (مركز الكلى ـ مركز الضمير).. نعم هو مركز للعلاج وهو مركز أو بالأصح نموذج للضمير عندما يكون مستيقظا لأقصى درجات اليقظة.. كل شيء في ذلك المكان ـ وكما ذكرت سابقا ـ لا يقل بأي درجة عما شاهدته بنفسي لسنوات في أهم وأغلى صروح طبية سواء في أوروبا أو أمريكا نفسها..كل شيء شاهدته داخل مركز الكلى أستطيع منحه درجة الامتياز دون أي مجاملة.. شاهدت صرحا طبيا يدار بكل دقة برئاسة الدكتور حسن أبو العينين وتحت إشراف مؤسسه العالم الفذ دكتور محمد غنيم.. وطاقم من الأطباء يعملون بكل همة وضمير دون نجومية ولا كاميرات تليفزيونية.. منهم الأستاذ الدكتور محمد صبح وطاقم رائع من الأطباء، وأعتذر عن كتابة الأسماء خوفا من السهو عن أحدهم..هذا الصرح الطبي العالمي.. اشتعلت فيه النيران منذ أيام.. وكان من الممكن للنيران أن تلتهم كل هذا الإنجاز غير المسبوق، وكان ممكنا أن تكون الخسائر مهولة، والأهم كان ممكنا أن يكون المرضى النزلاء داخل المركز ـ 104 مرضى ـ على رأس الخسائر وكلهم كانوا أصحاب حالات حرجة وصعب تحركهم..لكن لأن كل أمر صح لا يمكن أن ينتج عنه إلا الصح.. ففي لحظات تحرك الجميع، أسرعوا جميعا لإنقاذ بيتهم.. كل فرد ترك مكانه واتجه للمركز في دقائق بداية من رئيسه حتى أصغر عامل فيه.. لذلك ورغم ضخامة الكارثة لم تحدث ولا خسارة واحدة بشرية، وعمل الجميع أولا ـ بجانب محاصرة النيران ـ على نقل جميع المرضى إلى أقرب أماكن علاجية.. لم يحترق مريض، لم يؤد نقل مريض إلى زيادة سوء حالته، لم يكن هناك أي فرز أو تمييز في نقل المرضى للأماكن العلاجية (مع ملاحظة أن المركز مجاني تماما للجميع فقراء وأغنياء)..والآن: مركز كلى المنصورة، ورغم إنقاذ كل المرضى، ورغم محاصرة النيران بسرعة مما أدى إلى تقليل حجم الخسائر، إلا أن هناك خسائر كبيرة لحقت بالمركز..الآن: مركز كلى المنصورة يحتاج منا جميعا إلى الوقوف مع جنوده البواسل العاملين فيه للإسراع بتعويض الخسائر وإصلاح ما دمرته النيران وما أتلفته المياه لمحاصرة النيران.. مركز كلى المنصورة يحتاج منا جميعا إلى الوقوف وقفة قوية وواحدة لإصلاحه وإعادته من جديد لما كان عليه من جمال ونظافة وحداثة.. يحتاج لتبرعاتنا أكثر من أي مجال آخر.. أتمنى من كل قلبي أن نرد الجميل الذي طالما قام به مركز الكلى لكل مريض لجأ إليه سواء من شعب مصر، أو من المرضى العرب.. وأن نسرع بالتكاتف لإنقاذه بتبرعاتنا المادية التي لم يطلبها مركز الكلى من قبل من أي مريض مهما كانت درجة ثرائه، لكنه الآن يحتاجها وبشدة..فلنسارع جميعا بتبرعاتنا ومساعداتنا المادية لإنقاذ مركز كلى المنصورة.. فلنسارع بإنقاذ صرح طبي هو الآن في أشد الحاجة لتبرعات مادية ومساندة مادية من الجميع داخل مصر وخارج مصر، فهو دائما كان الصرح العلاجي الذي يقدم العلاج على أعلى مستوى طبي للجميع من فقراء وأغنياء، من مصر ومن خارج مصر من أبناء الوطن العربي..

ليست هناك تعليقات: